ان الإجهاد التأكسدي هو اختلال التوازن بين الجذور الحرة Free Radical ومضادات الأكسدة Antioxidants في الجسم ، مما يؤدي إلى تلف الخلايا والأنسجة ، تنتج خلايا الجسم الجذور الحرة أثناء عمليات التمثيل الغذائي الاعتيادي . وبالمقابل ، تنتج الخلايا أيضًا مضادات الأكسدة التي تحييد هذه الجذور الحرة ، يحدث الإجهاد التأكسدي بشكل طبيعي حيث يكون الجسم قادر على الحفاظ على التوازن بين مضادات الأكسدة والجذور الحرة .
ما هي الجذور الحرة Free Radical؟
ان الجذور الحرة هي جزيئات تحتوي على إلكترون واحد أوأكثر، وتضم أنواع من الأوكسجين
التفاعلي reactive oxygen ، والامثلة على الجذور الحرة تتضمن ما يلي:
Superoxide1-
2- جذر الهيدروكسيل hydroxyl radical
3- جذر أكسيد النيتريك nitric oxide radical
تحتوي الخلايا على عضيات صغيرة تسمى الميتوكوندريا ، والتي تعمل على توليد الطاقة بشكل أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP) ، تربط الميتوكوندريا بين الأوكسجين والكلوكوزلإنتاج ثاني أكسيد الكربون والماء و ATP وتنشأ الجذورالحرة كناتج ثانوي لعملية التمثيل الغذائي هذه ، كما يمكن أن تتكون الجذور الحرة نتيجة مسببات خارجية مثل دخان السجائر والمبيدات الحشرية والأوزون .
ماهي مضادات الأكسدة antioxidants ؟
ان مضادات الأكسدة هي المواد تعمل على تحييد أو ازالة الجذور الحرة عن طريق وهبها بإلكترون ، يساعد تأثير تحييد مضادات الأكسدة على حماية
الجسم من الإجهاد التأكسدي. وتعد الفيتامينات A و C و E
ان النظام الغذائي هو أيضًا يعد مصدر مهم
لمضادات الأكسدة وتوفر الأطعمة مثل الفواكه والخضروات العديد من مضادات الأكسدة
الأساسية على شكل فيتامينات ومعادن لا يستطيع الجسم إنتاجها بمفرده .
ما هي تأثيرات الإجهاد التأكسدي ؟
تختلف تأثيرات الإجهاد التأكسدي وهي ليس ضارة دائمًا . على سبيل المثال ، قد يكون للإجهاد التأكسدي الناتج عن النشاط البدني آثار تنظيمية مفيدة على الجسم ، تزيد التمارين من تكوين الجذور الحرة ، والتي يمكن أن تسبب إجهادًا مؤكسدًا مؤقتًا في العضلات. ومع ذلك ، فإن الجذور الحرة التي تشكلت أثناء النشاط البدني تنظم نمو الأنسجة وتحفز إنتاج مضادات الأكسدة.
قد يحمي الإجهاد التأكسدي الخفيف الجسم من العدوى
والأمراض. في دراسة عام 2015 ، وجد العلماء أن الإجهاد التأكسدي يحد من انتشار
خلايا سرطان الورم القتامي في الفئران.
ومع ذلك ، فإن الإجهاد التأكسدي طويل المدى يضر بخلايا الجسم والبروتينات والحمض النووي و يمكن أن يساهم في الشيخوخة وقد يلعب دورًا مهمًا في نشوء مجموعة من الحالات المرضية منها :
- الالتهابات المزمنة Chronic inflammation
يمكن أن يسبب الإجهاد التأكسدي التهابًا مزمنًا حيث تؤدي العدوى والإصابات إلى الاستجابة المناعية للجسم وتنتج الخلايا المناعية التي تسمى البلاعم macrophages الجذور الحرة أثناء محاربة الجراثيم الغازية وهي بدورها يمكن أن تتلف الخلايا السليمة ، مما يؤدي إلى الالتهاب.
في الظروف الطبيعية ، يختفي الالتهاب بعد أن يزيل الجهاز المناعي العدوى أو يصلح الأنسجة التالفة ومع ذلك ، يمكن أن يؤدي الإجهاد التأكسدي أيضًا إلى
الاستجابة الالتهابية ، والتي بدورها تنتج المزيد من الجذورالحرة التي يمكن أن
تؤدي إلى مزيد من الإجهاد التأكسدي ، مما يخلق التهابا مزمنا .
قد يؤدي الالتهاب المزمن الناتج عن الإجهاد التأكسدي إلى العديد من الحالات ، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل.
- الأمراض العصبية
قد تساهم تأثيرات الإجهاد التأكسدي في العديد من الحالات العصبية الانتكاسية
، مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون.
ان الدماغ عرضة بشكل خاص للإجهاد التأكسدي لأن خلايا الدماغ تتطلب كمية
كبيرة من الأوكسجين. وفقًا لدراسات 2018 ، يستهلك الدماغ 20 بالمائة من إجمالي
كمية الأوكسجين التي يحتاجها الجسم لتغذية نفسه.
تستخدم خلايا الدماغ الأوكسجين لأداء أنشطة التمثيل الغذائي المكثفة التي
تولد الجذور الحرة. تساعد هذه الجذور الحرة على دعم نمو خلايا الدماغ ، والمرونة
العصبية ، والأداء المعرفي.
أثناء الإجهاد التأكسدي ، يمكن أن تتسبب الجذور الحرة الزائدة في تلف
تركيب داخل خلايا الدماغ وحتى تسبب موت الخلايا ، مما قد يزيد من خطر الإصابة
بمرض باركنسون.
يؤدي الإجهاد التأكسدي أيضًا إلى تغيير
البروتينات الأساسية ، مثل ببتيدات amyloid-beta . وفقًا لدراسات لعام 2018 ، فإن الإجهاد التأكسدي قد يعدل هذه الببتيدات بطريقة تساهم في تراكم amyloid في الدماغ. وهي علامة رئيسية لمرض الزهايمر.
ماهي الحالات المرضية المرتبطة الإجهاد التأكسدي ؟
قد يلعب الإجهاد التأكسدي دورًا في نشوء مجموعة من الحالات المرضية ،
بما في ذلك:
السرطان ، مرض الزهايمر، مرض الشلل الرعاش ، داء السكري ، أمراض القلب
والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسكتة الدماغية ، التصلب المتعدد ، الاضطرابات
الالتهابية ، متلازمة التعب المزمن ، الربو ، عقم الذكور .
تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر تعرض الشخص للإجهاد التأكسدي طويل
المدى ما يلي:
1- البدانة .
2- الوجبات الغذائية الغنية بالدهون والسكر والأطعمة
المصنعة .
3- التعرض للإشعاع .
4- تدخين السجائر أو منتجات التبغ الأخرى .
5- استهلاك الكحول .
6- بعض الأدوية .
7- التلوث .
8- التعرض لمبيدات الآفات أو المواد الكيميائية الصناعية
كيفية التقليل من الإجهاد التأكسدي ؟
قد تساعد الاجراءات التالية في تقليل الإجهاد التأكسدي في الجسم وهي :
1- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفواكه
والخضروات .
2- الحد من تناول الأطعمة المصنعة ، وخاصة التي
تحتوي على نسبة عالية من السكريات والدهون .
3- ممارسة الرياضة بانتظام .
4- الاقلاع عن التدخين .
5- تخفيف الضغط .
6- تجنب أو تقليل التعرض للتلوث والمواد الكيميائية
القاسية .
إرسال تعليق