أصبحت الامارات العربية المتحدة و مملكة البحرين اول دولتان عربيتان توافقان على لقاح صيني لـ COVID-19 ، وهو ما يمثل دفعة كبيرة لخطط الصين لطرح لقاحاتها في جميع أنحاء العالم ، حيث وافقت الإمارات العربية المتحدة على لقاح طورته شركة Sinopharm الصينية المملوكة للدولة في 9 ديسمبر ، وتبعتها البحرين بعد أيام.
لكن علماء المناعة والمختصين كان لهم رأي آخر حول كفاءة اللقاح ومصداقيته ولديهم جملة من الملاحظات :
1- من المحتمل أن يكون لقاح Sinopharm آمنًا وفعالًا ويمكن أن يساعد بشكل كبير في مكافحة الوباء ، كما يقول Jin Dong-Yan ، عالم الفيروسات في جامعة هونغ كونغ ؛ لكنه يلاحظ نقص بيانات التجارب السريرية المتاحة ، ويضيف أن الثقة في سلامة اللقاح وفعاليته ستكون مفتاح التوزيع الدولي الناجح له.
2- يمكن للشركات الصينية التي تديرها الدولة ، مثل Sinopharm ، إنتاج مليارات الجرع ، ويذكر Jin Dong-Yan : "ان هذه الشركات لديهم القدرة والخبرة" ، لكنهم بحاجة إلى نظام مفتوح وشفاف ، وهم لا يجيدون القيام بذلك".
3- يستغرب العلماء اعطاء الإمارات والبحرين وهما أول دولتين تمنحان الموافقة الكاملة لشراء لقاح COVID-19 ، ويستطردون قائلون : في روسيا مثلا ، رخص المسؤولون الروس لقاحين ، لكن الموافقات مشروطة وتخضع لنتائج تجارب المرحلة الثالثة الجارية ولم تعطى الموافقة كاملة بكل سهولة. اما بخصوص اللقاح Sinopharm في الصين اعطى الضوء الاخضر باستخدامه في حالات الطوارئ وحسب .
ويذكر المسؤولون الإماراتيون في بيان صحفي إنهم وافقوا على لقاح يحمل فايروس معطل طوره معهد بكين للمنتجات البيولوجية التابع لشركة Sinopharm واستندت الموافقة على بيانات الشركة التي تفيد بأن فعالية اللقاح المكون من جرعتين بلغت 86٪ في اختبار المرحلة النهائية.
4- ويجد العلماء صعوبة في فهم البيانات الكامنة وراء الإعلانات الأخيرة ؛ حيث أبلغت الإمارات العربية المتحدة عن بيانات فعالية المرحلة الثالثة قبل أن تفعل Sinopharm ، ولم تؤكد الشركة بعد أنها صحيحة.
5- لم تصدر الإمارات والبحرين ولا Sinopharm البيانات المستخدمة لتقديم ادعاءات الفعالية البالغة 86٪ ، ويذكر العلماء إنهم لا يعطون بيانات حقيقية ، وهذا غريب بعض الشيء "، كما قال تشنغمينغ تشين ، عالم الأوبئة بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة. "من الصعب معرفة مدى نجاح اللقاح ، آمل أن يكون حقيقيًا ".
6- لم ترد شركة Sinopharm على طلب Nature للحصول على مزيد من التفاصيل حول نتائج تجاربها.
7- يود العلماء الاطلاع على بيانات عن عدد الإصابات في المجموعات التي تلقت اللقاح وفي المجموعات التي تلقت العلاج الوهمي ، حيث تُستخدم هذه البيانات لحساب فعالية اللقاح - وقد تم إصدارها من قبل صانعي العديد من اللقاحات الرائدة الأخرى لفيروس كورونا ، بما في ذلك اللقاحات التي طورتها شركة Pfizer و BioNTech حيث أصدروا بعض البيانات التفصيلية في بيان صحفي في نوفمبر ، قبل تصريح المملكة المتحدة ، ونشروا نتائج تجربة المرحلة الثالثة في 10 ديسمبر في New England Journal of Medicine1.
8-أنت بحاجة حقًا إلى دليل علمي قوي يمكن فحصه بدقة لإقناع الناس ، ففي الولايات المتحدة ، تمتلك إدارة الغذاء والدواء لجنة مستقلة تقوم بتقييم بيانات تجارب اللقاح ونشر نتائجها على الملأ ، ثم تقدم توصية للجهة المنظمة وهذا مالم تفعله الشركة الصينية المسؤولة عن إنتاج اللقاح .
إرسال تعليق