ان الحنين إلى الماضي جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية ، يربطها معظمنا بمشاعر الحزن والفقد في بعض الأحيان ، لكن هل يلعب هذه الشعور بالفعل دورًا إيجابيًا في النفس البشرية؟
كانت المرة الأولى التي بدأ فيها استخدام "الحنين إلى الماضي" في سويسرا في القرن السابع عشر ، عندما وصفها الطبيب يوهانس هوفر بأنها حالة خاصة بالجنود السويسريين المرتزقة وذكر انها مرض يصيب العقل .
وأوضح البروفيسور Wildschut و Sedikides وزملاؤهم في مقال لهم عام 2008 :
"أنه مع بداية القرن العشرين ، كان الحنين إلى الماضي يعتبر اضطرابًا نفسيًا ، وشملت اعراضه القلق والحزن وعدم انتظام ضربات القلب وفقدان الشهية والأرق وحتى الإحساس بالاختناق ، ولكن بحلول منتصف القرن العشرين ، اعتبرت الحنين إلى الماضي رغبة لاشعورية للعودة إلى مرحلة مبكرة من الحياة ، وتم تصنيفها على أنها اضطراب قهري قمعي ، بعد ذلك بفترة قصيرة ، تم تخفيض درجة الحنين إلى نوع من الاكتئاب ، تميزت بالفقد والحزن ".
ما هي فوائد الحنين إلى الماضي؟
إذن ، هل الحنين إلى الماضي - وحتى الحنين إلى الوطن - علامة على أن الشخص غير قادر على التكيف مع حياة جديدة ؟ أم أنها تلعب أيضًا دورًا إيجابيًا في نفسية الإنسان؟
أشارت إحدى الدراسات ، إلى أن الحنين إلى الماضي هو ، إلى حد كبير ، "عاطفة إيجابية وذات صلة بالذات والتي غالبًا ما ترتبط باستعادة التجارب التي تنطوي على تفاعلات مع الآخرين المهمين أو الحياة الهامة الأحداث.
وجد الباحثون أن ذكريات الحنين إلى الماضي غالبًا ما تحتوي على مزيج من السعادة والحزن التي اجتمعت في النهاية لتشكيل سرد بناء.
وأكدت دراسة ثانية أن الحنين إلى الماضي يساعد في تكوين سرد بناء لأحداث ذات مغزى من الماضي.
كتب الأستاذان Wildschut و Sedikides وزملاؤهما: "من بين الفوائد المتصورة للحنين إلى الماضي هي قدرته على إحداث تأثير إيجابي ، وتعزيز الروابط الاجتماعية ، وزيادة احترام الذات الإيجابي"
وفقًا للدكتورة كريستين باتشو - أستاذة علم النفس في كلية لوموين في سيراكيوز ، نيويورك - يساعد الحنين أيضًا في تقوية شخصية الشخص وإحساسه بالذات ، اضافة الى أن "الحنين إلى الماضي هو تجربة عاطفية توحد" ، وتساعد على توحيد إحساسنا بما نحن عليه ، وأنفسنا ، وهويتنا بمرور الوقت ، و "يمنحنا إحساسًا بمن نريد أن نكون [...] في المستقبل ".
في الآونة الأخيرة ، في يونيو 2020 ، أظهر الدكتور أندرو أبيتا - من جامعة ولاية نيو جيرسي في كامدن - وزملاؤه أن الانغماس في التفكير بالحنين يمكن أن يساعد في تقليل الأثر النفسي السلبي للوحدة.
وخلص الباحثون إلى أنه "بناءً على البحث الحالي ، فإن إيقاف دورة الشعور بالوحدة قد ينطوي على النظر إلى الماضي بحثًا عن الثقة والتشجيع".
رۈۋعـِھّ دكتور
ردحذفمروركم الاروع
حذف